النص الكتابي ، انجيل لوقا( 35:18-43 ).
كلما كان يســوع يتجول في مكان ‘ كان يصنع هنالك بقدرته الإلهية كل امر مســتعصي ‘ كان يشــفي الأمراض ‘ كان يعطي الســلام ‘ ويشــبع الجياع ‘ هذا كله جعل الناس يجتمعون حوله بإســتمرار وكان الجمهور من حواليه يزحمه " الجمع يزحمه " وفي احد المرات كـان يمر من احدى الأماكن وكان هناك رجلا أعمى يســتعطي بجانب الطريق لعل أحد يســأل عليه.
هذا ســمع بيســوع مقبلاً وصوت جمع عظيم يزاحمونه ‘ فيهم من يطلب منه أن يشــفي إبنه أو من هو بحاجة ماســة الى لمس هدب ثوبه.... بدأ هذا الرجل ينســى أن يطلب حســنته من الناس ‘ لكنه قرر أن يتقابل مع يســوع ‘ أن يتقابل مع مصدر الأمل والنور ‘ فبدأ يصرخ بشــدة لعل يســوع يســمعه وســط هذا الجنع العظيم ‘ وتصارع مع نفســه مرة ومرات ‘ كما انه واجه تحدي من بعضهم ‘ ربما قال له البعض " ليس ليســوع وقت لك " أو قال له آخرون " أنه لا يســمعك الجمع يزحمه "
عزيزي القارئ :
لم يشــعر هذا الرجل الأعمى بالإحباط نتيجة تلك الأقاويل ‘ لكنه ظل ينادي وينادي يســوع ‘ الذي بدوره وقف يســوع ونادى عليه . لم يســتطع يســوع أن يترك صوت هذا المســكين ويعبر ولكنه وقف يناديه ‘ لم يســتطع الجمع الكثير أن يوقفه لكنه اســتطاع أن يقف أمام صوت يناديه ، ذهب التلاميذ الى هذا الرجل وهم يعلنون له أجمل عبارة كان يتمنى أن يســمعها وهي :" قم هوذا يناديك ". هل تشعر بمقدار فرح هذا الأعمى ‘ إنها أعظم عطية إنتظرها لوقت طويل .
أخي العزيز :
* هل تشــعر بمقدار معاناتك أن الرب لا يســمع لك ؟
* هل تفكر في كلام من حولك أن صراخك ليس له مكان أمام الله ؟
* هل تشــعر أن الرب يتجاهلك وينسـاك ؟
* وهل تشــعر أن صوتك غير مســموع عند الرب لأن الجمع يزحمه ؟
أريد أن اريحك بهذه الكلمات الرائعة أن صوتك هو موضوع إهتمام الله ‘ وثق في كلمات الكتاب المقدس القائلة " القلب المنكســر والروح المنســحقة لا تحتقرهما يا الله ". فتعال إليه لتســمع مرة أخرى هذه الكامات " قم هوذا يناديك ".