--------------------------------------------------------------------------------
أعظم مواليد النساء
مرقس 1: 2 كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي الأَنْبِيَاءِ:«هَا أَنَا أُرْسِلُ أَمَامَ وَجْهِكَ مَلاَكِي، الَّذِي يُهَيِّئُ طَرِيقَكَ قُدَّامَكَ. 3 صَوْتُ صَارِخٍ فِي الْبَرِّيَّةِ: أَعِدُّوا طَرِيقَ الرَّبِّ، اصْنَعُوا سُبُلَهُ مُسْتَقِيمَةً». 4 كَانَ يُوحَنَّا يُعَمِّدُ فِي الْبَرِّيَّةِ وَيَكْرِزُ بِمَعْمُودِيَّةِ التَّوْبَةِ لِمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا. 5 وَخَرَجَ إِلَيْهِ جَمِيعُ كُورَةِ الْيَهُودِيَّةِ وَأَهْلُ أُورُشَلِيمَ وَاعْتَمَدُوا جَمِيعُهُمْ مِنْهُ فِي نَهْرِ الأُرْدُنِّ، مُعْتَرِفِينَ بِخَطَايَاهُمْ. 6 وَكَانَ يُوحَنَّا يَلْبَسُ وَبَرَ الإِبِلِ، وَمِنْطَقَةً مِنْ جِلْدٍ عَلَى حَقْوَيْهِ، وَيَأْكُلُ جَرَادًا وَعَسَلاً بَرِّيًّا. 7 وَكَانَ يَكْرِزُ قَائِلاً:«يَأْتِي بَعْدِي مَنْ هُوَ أَقْوَى مِنِّي، الَّذِي لَسْتُ أَهْلاً أَنْ أَنْحَنِيَ وَأَحُلَّ سُيُورَ حِذَائِهِ. 8 أَنَا عَمَّدْتُكُمْ بِالْمَاءِ، وَأَمَّا هُوَ فَسَيُعَمِّدُكُمْ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ».
متى 11: 11 اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَمْ يَقُمْ بَيْنَ الْمَوْلُودِينَ مِنَ النِّسَاءِ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ، وَلكِنَّ الأَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ أَعْظَمُ مِنْهُ.
يستهلّ مرقس في مطلع إنجيله مثل يوحنا الإنجيلي بالكلام عن يوحنا المعمدان. ذلك انه أراد أن يبين لنا يسوع ظاهرا لنا في معموديته وظاهرا مع الآب والروح القدس. "صوتُ صارخٍ في البرية أعِدّوا طريق الرب".كلام أخذه الإنجيليون من إشعياء الذي كان يتحدث عن المنادي الذي كان يتقدّم العبرانيين في عودتهم من سبي بابل عبر بادية الشام. هذا المنادي وعدهم بأن الله عائد معهم إلى الهيكل. بعد السبي لم يعد مجد الله إلى الهيكل المجدَّد. الإنجيل الرابع يقول:" ورأينا مجدَه مجداً كما لوحيدٍ من الآب". لم يبق الهيكل. يسوع وحده هيكل الله. كل هذا الكلام في البشائر الأربع عن أن المعمدان هو المنادي بعودة الله في المسيح يدل على مكانة المعمدان الخاصة في الإنجيل. هو الحامل رسالة استثنائية تمهيدية لظهور المخلّص.
مع كون صاحب هذه الرسالة الأعظم في مواليد النساء، يضمحل أمام نور السيّد. "يأتي بعدي من هو أقوى مني". هناك إذاً من كان أعظم مِن أعظم مواليد النساء لكون كل رجل وليد الجسد إلا ذاك الذي لم يأت من لحم ودم بل من الآب. "وأنا لا استحق أن انحني وأَحلّ سَيْر حذائه". النبوءة التي كان يحملها يوحنا تتلاشى أمام هذا الذي كانت من أجله وشهد له الآب علانية: "هذا هو ابني الحبيب الذي به سُرِرْتُ".
__________________