قبل يسوع أن يكون عريساَ لنا من أجل حبه المطلق فصار رأساَ ونحن ككنيسة جسده وكأفراد أعضاء في هذا الجسد وفي سر الزواج يخلق الروح القدس الحب المقدس من الزوجين جسداَ واحدا يكون فيه العريس رأسا والعروس جسده فالرباط بينهما لا يتوقف على مجرد الشهوة كما قد يظن البعض بل على الحب الزوجي لا أعني بهذا أن الشهوة بينهما خطية بل هو دليل الضعف البشري فهي كاللذة التي نجدها عندما نجوع فوجود هذه اللذة لا نعتبره خطية لكن ينبغي إلا نأكل لأجل إشباع لذة الطعام بل لكي نعيش فنحن لا نعيش لنأكل بل نأكل لنعيش هكذا نحن لا نتزوج لمجرد إشباع الشهوة.
فالزواج في المسيحية لا تقتصر على مجرد الاتصال الجسدي بين الزوجين بل يتم هذا الاتصال من اجل الحب الذي يربطهما.
وعلى هذا فان وجد ما يعرق هذا الاتصال مثل الأمراض النافعة للاتصال الجسدي والأسر أو السجن أو الأمراض العقلية فإن هذا كله لن يبرر للطرف الثاني ما يسمح له بأن الطرف الذي أصيب بالمرض أو الأسر.......... محتاج إلى حب وعطف أكثر من ذي قبل كما لا يجوز الطرف الآخر أن يرفع من قلبه الحب الأبدي الذي ارتبط به لهذا لا يجوز الطلاق في المسيحية لأي سبب مهما كان إلا بسبب علة الزنا لن قلب الزاني يكون قد ترك الطرف الأول ووجه حبه إلى شخص آخر وفي هذه الحالة لا يجوز لأي من الطرفين أن يتزوج مرة أخري حتى ينتقل الطرف الأخر من هذا العالم.
فإذ ارتبط الزوجان برباط الحب الحقيقي لا تتأثر محبتهما بأي عامل زمني كتشوبه في جمال الجسد أو افتقاره ماليا أو انحطاط مركزه اجتماعيا............الخ.
+ إن الجنس البشري يحفظ بعمليتين جسديتين يخضع لهما الحكيم والقديس كأمرين واجبين أما الجاهل فيندفع فيهما بتهور منقادا بشهوته وهذا يختلف عن السلوك الأول فما هي العمليات؟
الأمر الأول له صلة بنا ويخص تغذيتنا وهذا بلا شك لا نستطيع القيام به ما لم توجد بعض اللذة الحسية هذه العملية هي الأكل والشرب فإن لم تأكلوا وتشربوا تموتون.......
لكن كم من كثيرين يندفعون بشره نحو أكلهم وشربهم ويجعلونها كل حياتهم كأنهم يعيشون من أجل الأكل والشرب هكذا أيضا بالنسبة إلى لعملية الثانية الزواج فإن الشهوانيون يطلبون زوجات لمجرد إشباع شهواتهم فقط ومثل هؤلاء يندر أن يقنعوا حتى بزوجاتهم.
+ فلو سألنا مسيحيا صالحاَ له زوجة وقد يكون لديه أبناء منها عما إذا كان يرغب في أن تكون له علاقة جسدية بزوجته في ملكوت السموات فأنه رغم محبته لزوجته في الحياة الحاضرة وارتباطه بها سيجيب بلا تردد رافضنا بشدة أن تكون علاقته بها في السماء علاقة جسدية لأنه يهتم بتلك الحياة التي فيها يلبس عدم فساد وهذا المائت يلبس عدم موت (1كو 15 : 54:53)
هل لي أن أساله مرة أخري عما إذا يرغ في أن تكون زوجته معه بعد القيامة هناك حيث يكون لها ذلك التغير الملائكي الذي وعد به الرب القديسين فإنه سيجيب بالإيجاب بشدة بقدر ما رفض بشدة الحالة الأول.
لهذا ما يحبه المسيحي الصالح في المراة هو كونها مخلوق إلهي هذه التي يرغب لها التجديد والتغير دون أن يهتم بالعلاقة الشهوانية.
(تحذير: لا يعني أغسطينوس بهذا أن العلاقة الجسدية بين الزوجين غير مقدس بل ليكن الحب هو الرابطة الأولي بينهما......).