يجب أن نفرق تماما بين التجسد و الظهورات .
عبارة تجسد ،معناها أخذ جسدا . أما الظهورات فمعناها أخذ شكلا ظهر به . و قد أخذ الرب شكل ملاك الرب ظهر به لموسي في العليقة (خر 3 : 2 ،3 ) . و أخذ أيضا شكل ملاك الرب ظهر به لمنوح حينما بشره بميلاد شمشون ( قض 13 : 3 ) . و ظهر أيضا علي عرشه و حوله السارافيم ، كما ظهر لأشعياء ( أش 6 : 1 ، 2 ) و ظهر بشكل ابن انسان كما راه دانيال ( دا 7 : 13 ) . و ظهر أيضا لبينا ابراهيم كانسان و معه رجلان عند بلوطة ممرا ( تك 18 : 2 ) . كذلك ظهر لأبينا يعقوب بهيئة انسان صارعه حتي الفجر ( تك 32 : 24 ،30 ) .
و لكن هذه كلها ظهورات .. أما تجسده من العذراء مريم فهو ناسوت كامل ، أخذ كل مراحل الحمل . و بعد الولادة أخذ كل مراحل النمو كانسان ( لو 2 : 52 ) .
و هذا لم يحدث بالنسبة الي ظهوره لأحد من الاباء و الأنبياء . و انما هو شكل ظهر له ثم اختفي . أما كون الشكل له وجه أويد و ما الي ذلك ، هذا من لوازم الشكل الذي ظهر به ... أما عن كيف صارع يعقوب ، فهذه قوة من الله شعر بها يعقوب ، و لكنها ليست تجسدا .
أما من جهة تجسده من العذراء ، فكان له طبيعة الجسد : و منها تألمه و سفك دمه ، و موته ، و قيامته و صعوده .
و أيضا بعد قيامته راه تلاميذه ، و جسوه بأيديهم كما في ( لو 24 : 39 ) ، ( يو 20 : 27 ) . و هكذا تظهر الطبيعة البشرية كاملة . كما أن هذا الناسوت عاش مع الناس سنوات طويلة ، وليس مثل ظهورات كان يبدو فيها أمام الناس لمدة لحظات أو دقائق ثم يختفي و لا يرونه بعد ..
كذلك فتجسده من العذراء باق لم يفن و لم يزل .
و قد قال للص اليمين | اليوم تكون معي في الفردوس | ( لو 23 : 43 ) . و قال بولس الرسول | لي اشتهاء أن أنطلق و أكون مع المسيح ، ذاك أفضل جدا | ( في 2 : 23 ) . و قد راه يوحنا الحبيب في سفر الرؤيا أكثر من مرة .أما الظهورات قد انتهت بوقتها ، و ليست لها استمرارية كالتجسد . لعله قد وضح بعد كل هذا أن هناك فرقا أو فروقا عديدة بين التجسد و الظهورات التي في العهد القديم